الأربعاء، 21 ديسمبر 2011

هل أنت مجهد؟-لطلبة الطب والمتدربين _د.فهد العصيمي

بسم الله الرحمن الرحيم
محاضرة Are you stressed? for medical students and interns
لدكتور الطب النفسي د. فهد العصيمي
القاعة الكبرى -مستشفى الملك خالد الجامعي
المحاضرة ألقيت بخليط من اللغة العربية والإنجليزية ،تلخيصي لها هيكون بالعربي بإذن الله


بدأ بقصة حقيقية مغير في معطياتها حفاظا على سرية المريضة.
فلانة، مقيمة تدريب سنة ثالث جراحة عمرها 27 سنة ، أغمي عليها أثناء معاينتها مريض في الطوارئ. تم تنويمها وكان سبب الإماء هو هبوط في سكر الدم لأنها من الإنشغال نسيت أن تأكل لمدة يومين!
طلبت هذه الطالبة وبشكل واعي أن يتم تحويلها للطب النفسي، وهناك ظهر المشكلة الحقيقية! اشتكت من أنها منهكة جدا .شخصيتها مدمنة عمل وتسعى للكمال في أعمالها.والدها يتطلب عمله السفر المستمر ووالدتها لسبب ما ، تسكن في مكان بعيد عن المدينة. ليس لها أحد تتحدث معه بشكل شخصي من بعد الدوام، والدتها لا يرضيها أي شيء ، لا تساعد ابنتها على الفرح بإنجازاتها رغم أنها من أوائل كليتها ، ودائما تقول لها ، يمكنك عمل أفضل، أتوقع منك أفضل فأنت تقدرين على أفضل. طبعا تم متابعتها مع قسم الطب النفسي.


من المهم التعايش بشكل جيد مع نفسي ومشاعري والسعي للتطور وليس الكمال.


بعدها  ناقش نتائج استبيان كان قد تم إرساله لمن يريد أن يحضر المحاضرة ، من قبل أسبوع تقريبا. ليعرف الدكتور ويفهم نوع الضغوطات التي نعاني منها، مداها،تعليقاتنا وهكذا.
(للأسف لم أكتب شيء من النتائج، لكني أشيد بالحركة لأنه شدنا لكلامه فيما بعد، عبر إظهار وعيه بما نحن مُحَمَّلين به من أفكار وخلفيات لها علاقة بموضوعه)


هنا قال مقولة يؤمن بها، تحثنا على التعاضد وإبداء روح المؤازرة والتعاون والأخوة
All of us must be our brothers' and sisters' keepers in the house of medicine. We should all help each other cope and get over stress.


قبل الانطلاق في صميم الموضوع، قال أنه يعلم بأن الكثير من الكلام الذي سيقوله قد يكون مرّ علينا من قبل لكن لتكتب على ورقة فقط الجملة التي تمس قلبك وتشعر (حتى لو تعلمها من قبل) أنها تخاطب حالك الآن.
هناك فرق بين الإجهاد (stress) و الإرهاق (burnout)
فالأولى قد يعاني منها الكثيرين وهي الأغلب ما  نشعر به في الأوقات المضغوطة أما الثانية فهي حالة متقدمة من الأولى ومَن لا يتعامل مع توتره وضغوطاته بشكل جيد وينفس عنها فإنه سيصل للإرهاق!
الإرهاق ؛انفصال ،شعور متبلد، اكتئاب، تعب يؤثر على الحافز والرغبة. فالشخص المرهق لا يبالي ! لا يبالي لأشياء تعتبر كبيرة ومهمة له . لا يبالي إن رسب ،لا يبالي إن خسر ، فهو ببساطة منهك تماما ولا يبالي لأي شيء!


ذكر هنا بعض النتائج من دراسات أُجريت على أطباء في الغرب ، وأكثر علاقة لفتت نظري كانت أنه الطبيبات 3 مرات أكثر احتمالية لإنهاء حياتهن (الانتحار) عن نساء غير طبيبات!


هناك تطبيقات تعايش ،تساعد على التخفيف من وطأة  الإجهاد والانغماس فيه، منها:
1. الروحانيات والإيمانيات
 أداء العبادات كطقوس بدون الإحساس بها لا يفيد ،فالإيمان والعقائد هما الفائدة . هناك من يذهب للصلاة ويرجع وكأنه لم يفعل شيء فهو/هي لم يقوموا بالعبادة باستشعارها وفهمها.
يوم القيامة عبارة عن 50 ألف سنة! إذا قاربنا عدد السنين المنتجة في حياة الإنسان (باستبعاد الطفولة والشيخوخة) ستكون تقريبا 50 سنة. عندما أكون منزعجة من شيء ما ، لو فكرت في إنه أحسب عدد أيامي  اللي فيها شيء مضايقني أو مزعجني في الوقت الحالي ، وقارنتها بمدة يوم القيامة ، سأعلم أنه لا داعي للقلق والتوتر حيال شيء يستهلك الشيء القليل من وقتي!
نصح بكتاب Don't stress the small stuff, they are all small stuff
وهو مترجم للعربية في جرير


2. اركب طائرة مروحية(هليكوبتر)!
اركبها وخذ نظرة واسعة وعامة للموضوع. يجعلك أولا تستصغر الموضوع المسبب للقلق والإجهاد، ثانيا قد تطلع على مسببات التوتر عند غيرك وترى أن ماعندك أفضل منهم وأصغر من مشاكلهم.


3.اليقظة mindfulness
(أسهب في هذه النقطة كثيرا وركز عليها )
لا تعيش في رأسك وما فوق! لا تعيش حياتك في عقلك ! من أكبر مسببات التوتر هو تصديقنا قصص نؤلفها عن نفسنا. مثال؛ أنا رسبت في الامتحان وأنا فاشل وأصلا الناس اللي مثلي مو مفروض يكونوا في الطب من الأساس.......وهكذا حتى نصدق أنفسنا. هذا هو ما يسمى cognitive fusion الانصهار في النمط المعرفي. فيه يكون تجنب لسماع والاعتراف بمشاعري ورغباتي ،الحياة في الماضي أو المستقبل وترك الحاضر.
اليقظة المطلوبة هي أن أعيش اللحظة و أفعل الأشياء بقصد ووعي تام بالفعل.
مثال: جرب أكل وجبة بتيقظ. حضر طعامك ،استشعر الملمس ،شم الرائحة ، أشرك حواسك، جهز الأشياء بنفسك. تعامل مع هذه الوجبة وكأنك تكتشف تجربة تناول لاطعام لأول مرة في حياتك!
مثال آخر:  عندما يرن الجوال، لا ترد فورا .انظر إليه بوعي ،فكر في أنك سترد ، تنفس بعمق وكأنك تشكر رئتيك وتشكر الله ، تنفس وكأنه مريض بالآزما قد أخذ للتو نفسا جيدا من بعد فترة ضيق. ثم رد على المكالمة  وأنت متيقظ وحيوي.


طبعا هذا ليس لكل يوم ولكن لإعادة الأمور لتوتزنها الجيد وإزالة بعض الإجهاد من فترة لأخرى.
اليقظة تتضمن تقبل نفسك كبشري يضحك ويبكي ويعبر . في الطب يجب التذكر أننا لسنا هنا لنعالج ونحل كل المشاكل، نحن هنا لنرعى .


4.الخلوة
ابق لوحدك أحيانا. خذ نفسك خارج كل الأمور التي تدور في حياتك، واجلس في هدوء وفكر في نفسك، راجع وحدد أولوياتك. غذا قلت أنني حتى لا أملك الوقت لأفعل ذلك ، فهذا يعني أنك مجهد وفي أمس الحاجة للاختلاء بنفسك الآن!


5.الاشتراك في النشاطات اللامنهجية


6.ركز على دائرتك في التغيير والأشياء التي تستطيع تغييرها.فلا تجهد وتوتر نفسك على ما لا تستطيع تغييره كالكثير من الأنباء في نشرة الأخبار على سبيا المثال.


7.رتب أولوياتك
قاعدة 20% و80%
20% من أعمالنا هي ذات المردود الأكثر أهمية أو إنتاجية لذلك يجب أن نعلم ما هي ال 20% هذه في قائمتنا لنوجه لها 80% من وقتنا وجهدنا


للاستزادة


8. ترفق بنفسك وارتاح عند الحاجة


9.نفِّس عن مشاعرك بشكل منتظم أو اكتبهم


10. الاسترخاء والنوم الجيد


11.تعلم قول لا! تعلم كيف ترفض وتقول لا بطريقة لبقة.


12.افعل شيء خارج عن المألوف منك ، جرب شيء جديد يكسر الروتين


13.لا تنتقد نفسك أو غيرك بحدة


14.ساعد الآخرين في النجاح في حياتهم  سيشعرك بالرضا عن نفسك


15.وازن بين أدوارك المختلفة


16.اطلب المساعدة عند الحاجة إليها


17.ارجع لأساليبك القديمة التي نجحت معك في السابق .لكل شخص أساليب تساعده على معايشة الإجهاد والتوتر. 




سؤال من الحاضرات:
كيف أواجه الإجهاد والتوتر الناجمان عن وجود أدوار مختلفة في حياتي ،كوني أم وطبيبة وزوجة؟


>>أوجدي التوازن بين الأدوار بترتيب الأولويات والقراءة في تنظيم الوقت.
احعلي أولوياتك واضحة جدا ! مما قد يساعدك هو تمرين ركوب الطائرة المروحية، فلو ركبتي الهليكوبتر وأنت في عمر الثمانين ما الذي تريدين رؤيته في حياتك التي مضت؟ أي جانب ستفخرين بالحديث عنه؟ هل ستقولين كان عندي علاقات ضعيفة مع عائلتي ولكني طبيبة حائزة على الجائزة الفلانية لبحث نادر؛مثلا؟ اسألي نفسك أسئلة توضح لك أكثر أي جانب وقتها تريدينه أن يكون الأقوى والذي كان جهدك له أكثر.


طريقة أخرى ،هي سؤال: ماذا لوتبقى لك 6 أشهر في الحياة ماذا ستفعلين؟
تظهر لك إجابتك الجوانب المهمة في حياتك
هل ستقبلين ورديات إضافية في عيادة خاصة من أجل زيادة المال على حساب الطلعة مع أولادك؟
>>وجود أدوار أخرى في حياتك شيء إيجابي بالنسبة لطالبة طب، لأنه يمكنك تغيير الرداء بين الأدوار مما يخفف من استحواذ دور الطب على الأوجه المختلفة من حياتك. فهذا يوازن ويوزع من الإجهاد واتوتر بينهم.


وصل اللهم وسلم على نبيك محمد عليه أفضل الصلوات والتسليم











هناك 5 تعليقات:

  1. رائعة ومبدعة
    هذا ليس موجز وإنما محاضرة غنية بالنصائح الجوهرية والضرورية لكل شخص ,,, يجب التعليق على هذه التدوينة من كل المستفيدين منها لأنها تستحق ذلك وأكثر ,,, فواصلي تدوينك وإبداعك, وانتظر الأجر من الله جل وعلا ,,, ومواصلتك للتدوين بهذا الشكل الجميل والمواضيع الرائعة ستكسبين قراء يكون لك الفضل عليهم وتفتخرين بهم وتحققين بعض طموحاتك في إفادة الناس وتوعيتهم ونشر المعرفة حتى لمن هم خارج تخصصك ودمت سالمة وتقبل شكري وتقديري على تميزك...

    ردحذف
  2. السلام عليكم...
    مدونة معرفية عالية المستوى سررت بزيارتها للمرة الثانية والاطلاع على متون الادراجات القيمة...
    المعارف الطبية بصورة مبسطة وسلسلة هي غاية كل طالب مريد ...
    تمنياتي بالاستمرارية والنمو...
    دمت بخير...

    ردحذف
  3. الدكتور فهد العصيمي من اكثر الدكاتره عدم تعاون مع زملاءه بالعمل ومن اقل الدكاتره اهتما بالمرضى ويحب الظهور وتمجيد نفسه

    عموما مايقوله لايعني بالضروره انه خطا لكن المهم ان لاتكون القدوة بالشخص وليس كل مايقال يطبقه صاحب المقال

    ردحذف
    الردود
    1. حرام أن نفتري على الناس والله على كل شيئ شهيد.

      من أراد التأكد من صحة هذا الكلام فليذهب لقسم الطب النفسي أو لعياداته وليسأل أي طبيب أو متدرب أو طالب طب أو مريض يقابله هناك ممن يعرف الدكتور فهد وسيعرف حتماً أن راية الدكتور بيضاء فهو من أكثر الأطباء تعاوناً مع زملائه ومحبوب من الجميع وخصوصاً مرضاه.

      حذف
  4. للأسف الافتراء سهل..لكن عاقبته وخيمة في الدنيا والآخرة
    د.فهد معروف عند زملائه وطلبته ومرضاه بالأخلاق الحسنة ..ولمن أراد التأكد فليذهب لقسم الطب النفسي ويسأل من يصادفه هناك.

    ردحذف