الأربعاء، 30 مارس 2011

من المدرسة

بسم الله الرحمن الرحيم, تقدمت في حياتي و تعرفت على الكثير و لكنني لاحظت أنه لا يوجد مثل صديقات و معلمات المدرسة .البارحة ,حضرت مع أمي ,لأختي منى,آخر مجلس أمهات .فأختي ستتخرج بإذن الله في نهاية هذا العام.منذ أن تخرجت من المدرسة ,زرتها عدة مرات و لكن في اجتماع الأمهات البارحة كانت كل معلماتي تقريبا اللاتي قمن بتدريسي من المتوسطة إلى الثانوية موجودات.شعور بالدفء و الحب,في الجامعة الدكتورة تعرفك كاسم أو وجه ولا يوجد هذا الحرص و الحب المستمر.فعلا معلماتي لهن فضل عظيم علي,كلماتهن المشجعة كما اعتدت دائما,وتعبيرهن عن فخرهن ,حقا شيء لا يعوض بثمن. أشارت والدتي لي بحماس لمكان معلمة دين كنت مغرمة بها و بأسلوب تدريسها,فوقفت في الطابور حتى حان دوري لأسلم عليها.تغير شكلها , و تمسكت بيدي من بعد السلام بقوة و لم تتركها,وعندما سألتها عن حالها,قالت لي أنها بخير طالما طالباتها بخير.بعد سلامي ,خطفني عدد السنين التي مرت منذ أن درستني هذه الأستاذة,لقد درستني لسنة واحدة و هي الثانية المتوسط!لقد مر ما يقارب 7 سنين منذ أن جلست في صف هذه الفاضلة و لكنني ما زلت أشعر بنفس المشاعر عند تواجدي جنبها. معلمة الفيزياء لأولى و ثانية ثانوي التي لطالما أعجبني تفكيرها المنطقي و أسلوبها في تحليل الأمور المعيشية , معلمة الدين لثانية و ثالثة ثانوي التي كانت ترينا الدين بقالب عصري,فليس بالضرورة أن تلبس المتدينة أو المتبعة للشريعة ملابس باهتة أو ذات طابع معين,تعاصر الفئة الشبابية فلها بلاك بيري و فيس بوك و إيميل ,تتواصل بهما مع الشباب و تواجه القضايا الجديدة بأساليب متطورة و مبتكرة,حاصلة على شهادة إنجليزي و شريعة و ماهرة في أعمال الحاسب. على اتصال معنا إلى الآن . معلمات الرياضيات اللاتي قمن بتدريسي من الأولى متوسط إلى الثالثة ثانوي ,كن ثلاث يتغير ترتيبهن في كل سنة .أسلم عليهن و كأنني كنت أجلس معهن البارحة .ظريفات و مرحات و سلسات في التعامل كما عهدتهن دوما. و معلمات التاريخ و الجغرافيا اللواتي ,لهن معزة مختلفة في قلبي,رغم أنني لم أكمل مسار أدبي و لكنني أذكر تفانيهن و أذكر استمتاعي في حصصهن.خاصة إحداهن التي كانت تربط التاريخ بالدين بأساليب حلوة,لا أذكر من كلامها شيء و لكن ذاك الانطباع يأتيني كلما رأيتها و حنت نفسي إلى السلام عليها. هناك مَن تسأل عن زميلاتي , وهناك مَن تتلهف لمعرفة أخباري من بعد المدرسة,فعلا اجتماع أمهات لن أنساه,ذلك الحرص و القرب الذي تتميز به علاقة المعلمة بطالبتها في المدرسة. بعد مجلس الأمهات,ذهبنا لعشاء عند إحدى الصديقات.صديقتي الداعية ,أعرفها من المدرسة و كثير من المدعوات نفس الشيء.عندما نلتقي ,تحل ألفة جميلة,فنحن أصحاب صلة و عشرة سنين,لا ملامة أو خلافات,فقط مرح و سمر و مجاراة لأهم تطورات حياة الأخريات.الفرفوشة بقيت فرفوشة ,و صاحبة السر بقيت صاحبة السر, و الطيبة ذات القلب الأبيض لم تتغير.لا أعمم حديثي على الكل,فالإنسان يتطور ,و هناك من الأصدقاء من لا يناسب أهدافي أو سبلي التي أتبعها للتقدم بخطواتي و لكن الغالب على صداقات المدرسة أنها مميزة و جميلة,تتربع في مكان خاص بداخل القلب و معها الذكريات التي خضناها سويا.أدامها الله نعمة,الحمدلله

هناك تعليقان (2):

  1. ما شاء الله تبارك الله،
    لا أدري إن كان هذا الأمر بسبب اختلاف الجنس أم سبب أن بعض الطلاب غادر المنطقة لدراسة في جامعات في دول أو مناطق أخرى بالمملكة، عندما ذهبت أنا وأخي الأكبر لحضور تجمع الخريجين، لم ألاحظ ذلك الإقبال من الطلاب القدامى، عدد الطلاب كان محدودا وكذلك تغير بعض المدرسون.
    من الجميل جدا أن تتذكري معروف معلماتك، جعلتني أتذكر بعض المعلمين من من لهم فضل علي، أظني سأزور المدرسة في يوم السبت المقبل. شكرا للتذكير.

    ردحذف
  2. هينبسطوا أكيد,بيحبوا يشوفوا نتاج جهدهم,الحمدلله

    ردحذف